مثل من يستورد الذهب ليصنع الأسلاك الكهربائية، بينما الأسلاك الكهربائية يمكن أن تصنع من النحاس. هكذا يقارن الباحثون استيراد القمح؟

يقول باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (KAUST) إن الأمر يستحق استيراد القمح وإنفاق الملايين عليه، في حين أن زراعة التريتيكال يمكن أن تؤدي نفس الوظيفة التي نستورد القمح من أجلها.

و”الطرطركال” حديث العهد في المملكة النباتية، وهو هجين بين نبات الحشائش ونبات القمح، ويستخدم في الوطن العربي كمحصول علفي، بينما حبوبه لا تقل جودة عن جودة القمح المستورد. الحبوب التي تصل إلى المنطقة العربية.

وقال الدكتور إبراهيم البسيوني، عالم الوراثة وتربية النباتات في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لـ«العين الإخبارية» إن «القمح الذي يصل إلى المنطقة العربية ليس من نوع القمح الفاخر الذي يستخدم في أوروبا لإنتاجه». (الخبز المحمص)، لكنه النوع الأقل جودة، وهو يشبه التريتيكل، حسب الأبحاث التي قمنا بها.

ويضيف: “لذلك ننفق الملايين لاستيراد أصناف من القمح يمكن أن تحل محل التريتيكال، حيث يعطي الأخير حبوبا يزيد محصولها عن محصول القمح بنسبة 20%، وتتفوق زراعته في ظروف الجفاف والحرارة العالية التي تميز triticale. المنطقة العربية، لأنه يجمع بين خصائص نبات القمح وهي وفرة الإنتاج، والريجراس وهو مقاومة الظروف القاسية والمناخ غير المناسب.

ويأمل البسيوني أن يدفع التغير المناخي دول العالم العربي إلى البحث عن الحلول المتاحة وغير التقليدية، لأن المستقبل لن يكون من النباتات التقليدية التي اعتدنا عليها، بل مما هو متوفر في بيئتنا وقادر على ذلك. للتعايش مع التغيرات البيئية، في ظل تأثر إنتاج القمح العالمي بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وتعتمد جميع الدول العربية في خبزها اليومي على القمح الروسي والأوكراني بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 70 بالمئة، مثل مصر.

وبعد مصر يأتي المغرب الذي يعتمد على روسيا في توفير 10.5% من احتياجاته من القمح، بينما يحصل على 19.5% من أوكرانيا. أما السودان فيعتمد إلى حد كبير على القمح الروسي ويستورد نحو 46% من روسيا وحدها، بينما يستورد القمح الأوكراني، وتأتي اليمن بعد السودان: تحصل على 31% من احتياجاتها من القمح من روسيا، بينما تحصل على 6.8% من أوكرانيا. أما تونس فتحصل على ما يقرب من نصف وارداتها من القمح من أوكرانيا.