خاض الملياردير المصري الراحل محمد الفايد العديد من المعارك الشخصية خلال حياته وكانت مسيرته مثيرة للجدل في عدة مناسبات، لكنه كان يتمتع بعلاقة مميزة مع متجر هارودز البريطاني الشهير.

والفايد، الذي نشأ في أسرة بسيطة لأب يعمل مدرسا في الإسكندرية، سرعان ما اكتسب ثروة كبيرة بعد أن عمل في التجارة والسمسرة في العديد من القطاعات.

لكن مغادرته إلى بريطانيا العظمى تمثل بداية الفصل الأكثر أهمية في حياته المهنية، حيث يستقر هناك ويحاول الاختلاط بالعائلة المالكة والطبقات الأرستقراطية.

ورغم استحواذه على فندق «باريس ريتز» العريق عام 1979، بقيت عيون الفايد على «جوهرة» المشاريع البريطانية الراقية، متجر «هارودز» الذي أحبه إلى الجنون.

علاقة مميزة مع هارودز

في عام 1985، حصل الفايد وإخوته بالكاد على ملكية متاجر “هارودز” بعد عملية استحواذ بقيمة 615 مليون جنيه إسترليني.

وارتبط الفايد بعلاقة رومانسية خاصة مع محلات هارودز حيث جعل منه متحفا من نوع خاص. فافتتح “القاعة المصرية” وأقام تمثالا شمعيا في الطابق الأرضي من المحلات التجارية، ووضع العلم المصري على واجهة المتجر الذي كان من أشهر معالم لندن.

وأضاف في وقت لاحق تماثيل نصفية ونصب تذكارية لابنه الراحل دودي والأميرة ديانا، اللذين قال إنهما كانا على وشك الزواج بعد علاقة طويلة.

وعلى الرغم من حالة الذعر والسرية والغرابة التي صاحبت استحواذ الفايد على “هاردوز”، حيث لم يكن مصدر الثروة الذي سمح له بإتمام الصفقة معروفا بعد، إلا أن نجاح الفايد في المتجر المرموق كان واضحا.

وبعد مرور عشر سنوات على عملية الاستحواذ، زادت المبيعات بنسبة 50% وارتفعت الأرباح من 16 مليون جنيه إسترليني إلى 62 مليون جنيه إسترليني.

أغرب وصية

في عام 2002، أعرب الفايد عن حبه لمتاجر هارودز، وقال لصحيفة فايننشال تايمز إنه يريد أن يتم عرض جثته في ضريح زجاجي على سطح هارودز “حتى يتمكن الناس من القدوم لزيارتي”.

ومع ذلك، باع الفايد هارودز في عام 2010 إلى الذراع الاستثمارية لصندوق الثروة السيادية القطري مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني.

وتوفي الفايد يوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، قبل يوم واحد من ذكرى وفاة نجله دودي في 31 أغسطس 1997.

ويحتل الفايد المركز 1493 في قائمة أغنى أغنياء العالم، بحسب مجلة فوربس، بثروة تقدر بملياري دولار (1.59 مليار جنيه استرليني).

قام بتركيب الغرفة المصرية في متجره في نايتسبريدج، والذي يضم عدة تماثيل نصفية له، وأنشأ أيضًا نصبًا تذكاريًا لدودي وديانا، اللذين كانا يتواعدان وقت وفاتهما.