وتبحث تونس عن حلول محلية لتجاوز أزمتها المالية التي تؤثر على قطاعات عديدة في البلاد، حتى تلجأ إلى الاقتراض الداخلي من البنوك.

حيث تستغل الحكومة التونسية السوق الداخلي بشكل مكثف لتعبئة مواردها، حيث سبق لها أن وقعت في شهر مايو الماضي اتفاقا لتعبئة موارد من العملة الصعبة تبلغ قيمتها 400 مليون دينار، أي ما يقارب 133 مليون دولار، حصلت عليها مع 12 بنكا محليا.

كشف البنك المركزي التونسي في نشرة نشرها، الاثنين، أن الاقتصاد التونسي يعتمد هيكليا على البنوك المحلية في ظل غياب البدائل الأخرى مثل صناديق الاستثمار ومؤسسات تمويل التنمية.

وأكد البنك المركزي التونسي أن هذه المشكلة أدت إلى وصول معدل نقص السيولة في البنوك التونسية إلى ذروته خلال الربع الثاني من عام 2023، حيث وصل إلى مستوى 15.8 مليار دينار، أي حوالي 5 مليارات دولار، مسجلا ارتفاعا بنحو حوالي 1.3 مليار دينار. مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وأشار البنك المركزي التونسي إلى أن الضغوط على السيولة البنكية ترجع بالأساس إلى التمويل الداخلي بالدينار الذي استوعب نحو 1.7 مليار دينار من الحسابات البنكية، فضلا عن عوامل أخرى تتمثل، على وجه الخصوص، في تنامي الطلب على الادخار بالعملات الأجنبية . العملة من خلال شراء العملات مقابل الدينار من قبل البنوك العالمية. ويرتبط سوق الصرف الأجنبي بشكل رئيسي بالعجز المستمر في الطاقة.

من جهة أخرى، أبرز البنك المركزي الأثر الملموس لارتفاع كتلة النقد المتداول مقارنة بالربع الأول من عام 2023، لافتا إلى أن الطلب على النقد المتداول من قبل البنوك أصبح أكبر مقارنة بالبريد التونسي. .

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي التونسي حسن عبد الرحمن، إن البنوك المحلية لن تتمكن من تعويض الاقتراض الخارجي، لأنها تمول الميزانية في كثير من الأحيان بالدينار التونسي وليس بالعملة الصعبة.

وأكد في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن تونس وقعت اتفاقية قرض بالعملة الصعبة مع 12 بنكا تونسيا في شهر مايو الماضي، موضحا أن الدولة التونسية بدأت الاقتراض من الداخل بالعملة الصعبة، منذ 5 سنوات.

وأشار إلى أن هذه الأموال يتم سحبها من الحسابات الجارية للعملاء الأجانب لدى البنوك التونسية غير المقيمين بتونس.

وأوضح أن السبب المباشر للتضخم في تونس هو الاقتراض الداخلي للدولة، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض السيولة المصرفية.

وتمكنت تونس منذ بداية العام الجاري من تعبئة شرائح كبيرة من الاقتراض الداخلي وسداد الديون المستحقة للبنوك التونسية، لكن سيتعين عليها سداد أكثر من 240 مليون دولار في أكتوبر المقبل، ثم 130 مليون دولار في نوفمبر و99 مليون دولار في نوفمبر. شهر نوفمبر. ديسمبر للمقرضين.

زيادة أرباح البنوك

وبحسب تقرير نشرته منظمة آلارت (المستقلة) في يونيو الماضي، فإن أرباح البنوك من القروض طويلة الأجل المقدمة للدولة التونسية زادت بنسبة 58% خلال العقد الماضي، لكن هذه البنوك قد تواجه مخاطر على مستوى أموالها الخاصة، في حالة التقصير من قبل الدولة.

كشفت منظمة آلارت أن الحجم الإجمالي للنقد المقارن (الاستخدام) الذي تم تعبئته كأداة تستخدمها البنوك لإقراض الدولة على المدى الطويل يبلغ نحو 24 مليار دينار، أي أكثر من 7 مليارات دولار خلال الفترة 2011-2022، وبلغت حجم تداولاتها 13.8 مليار دينار، ما يعادل 4.2 مليار دولار.