وتلعب مصر دورا هاما في النقل الدولي للطاقة، حيث تعد من الاقتصادات الرائدة في القارة الأفريقية.
تؤكد دراسة منشورة عام 2022 في دورية Cleaner Engineering and Technology، أن استخدام الطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والأمواج والطاقة النووية تمثل 0.16 ٪ فقط من إجمالي توليد الكهرباء في مصر، على الرغم من أن هذه المصادر يمكن أن تقدم مستوى أعلى بكثير من المساهمة في احتياجات الطاقة في البلاد.
وأجرى الدراسة محمود الطويل، الباحث بكلية الفيزياء والهندسة والحاسوب بجامعة هيرتفوردشاير بالمملكة المتحدة، والدكتورة سلمى صلاح، محاضر أول بالجامعة البريطانية في مصر، والحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة سيتي. لندن، المملكة المتحدة، والدكتور شامل أبيكون، قسم المواد، كلية العلوم والهندسة، جامعة مانشستر.
وأجرت “العين الإخبارية” حواراً مطولاً مع الباحثين الثلاثة لمناقشة وضع الطاقة الحرارية الأرضية في مصر وإمكانياتها ومساهمتها المحتملة في مزيج الطاقة المصري.
و نص المقابلة .
ما هي قدرات مصر في مجال الطاقة الحرارية الأرضية وما هي المجالات الرئيسية التي لديها إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية؟
تتمتع مصر بإمكانيات هائلة في مجال الطاقة الحرارية الأرضية، خاصة في منطقة خليج السويس والبحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، توجد مواقع أخرى في الصحراء الغربية لمصر، بالقرب من البحرية والواحة الداخلة.
لا تزال قدرات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر في المراحل الأولى من التطور، ولكن هناك مناطق واعدة ذات إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية. ويعتبر خليج السويس من أهم المناطق المستفيدة من إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية. تتراوح الطاقة الحرارية الأرضية المقدرة بين 12.4-19.8 ميجاوات، وهي اقتصادية ويمكن أن تدعم بناء محطة طاقة مزدوجة صغيرة الحجم لتوليد الكهرباء.
تقدر تكلفة تعريفة التغذية (FIT) للطاقة الحرارية الأرضية بمبلغ 0.12 دولار / كيلووات في الساعة؛ وهذه تكلفة تنافسية للغاية لتشجيع المستثمرين على الانخراط في إنتاج الكهرباء النظيفة من الطاقة الحرارية الأرضية. وتتميز هذه المنطقة بالنشاط التكتوني ووجود الصدوع والشقوق، مما يخلق ظروفا مواتية لموارد الطاقة الحرارية الأرضية.
وعلى وجه الخصوص، تم تحديد منطقة حمام فرعون في خليج السويس كمصدر محتمل للطاقة الحرارية الأرضية. علاوة على ذلك، يشتهر حمام فرعون بينابيعه الساخنة، مما يدل على وجود الحرارة الجوفية تحت السطح.
وبذلك أظهرت هذه المنطقة إمكانات واعدة لإنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، حيث تتمتع بالظروف الجيولوجية ومصادر الحرارة اللازمة للاستفادة من الطاقة الحرارية الأرضية. يمكن أن يساهم المزيد من استكشاف وتطوير موارد الطاقة الحرارية الأرضية في خليج السويس، بما في ذلك منطقة حمام فرعون، في تحقيق أهداف مصر في مجال الطاقة المتجددة وكذلك تنويع مزيج الطاقة مع توجيه إمدادات الطاقة في البلاد نحو أهداف الوصول إلى مستوى الصفر من الكربون.
ما هي أهم استخدامات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر غير التدفئة؟
وإلى جانب التدفئة، تُستخدم (أو يمكن) الطاقة الحرارية الأرضية في مصر لأغراض مختلفة، ولكن بطريقة محدودة للغاية. تتضمن بعض الاستخدامات المحتملة المهمة للطاقة الحرارية الأرضية في مصر ما يلي:
الزراعة: يمكن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في الزراعة لتطبيقات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه لتدفئة الزراعة، مما يوفر بيئة خاضعة للرقابة لنمو النباتات. ويمكن أيضًا استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في تربية الأسماك وتربية الأحياء المائية للحفاظ على درجات حرارة المياه المثلى لتربية الأسماك ونموها.
العمليات الصناعية: يمكن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في العمليات الصناعية التي تتطلب الحرارة، مثل تجهيز الأغذية والتجفيف والتقطير. باستخدام الحرارة الأرضية، يمكن للصناعات تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وتقليل البصمة الكربونية / الانبعاثات.
السياحة العلاجية والمنتجعات الصحية: يمكن للينابيع الساخنة الحرارية الأرضية، وهي ظواهر طبيعية لوصول الحرارة الأرضية الحرارية إلى سطح الأرض، أن تجتذب السياح الباحثين عن الاسترخاء والحمامات العلاجية والعلاجات الصحية. ويمكن تحويل هذه الينابيع الساخنة الطبيعية إلى منتجعات صحية، مما يعزز السياحة ويجلب فوائد اقتصادية.
ومن الواضح أن جمع الحرارة مفيد، ولكن يمكن أن يكون أكثر فائدة إذا كان من الممكن تحويلها إلى كهرباء بحيث يمكن استخدامها لاحتياجات متعددة. وبما أن إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية كافية، فيمكن تنفيذ محطات الطاقة الحرارية الأرضية في النقاط الساخنة ذات الصلة. من الناحية المثالية، ستكون هذه محطات توليد الطاقة البخارية حيث يتم استخدام الحرارة الأرضية لإنتاج البخار لتشغيل التوربينات.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من تنوع استخدامات الطاقة الحرارية الأرضية، إلا أن مدى تنفيذها في مصر محدود للغاية بسبب عدم وجود مبادرات لجذب المستثمرين لتطوير قطاع الطاقة الحرارية الأرضية. ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا والبنية التحتية، يمكن أن تتوسع إمكانات التطبيقات المختلفة للطاقة الحرارية الأرضية في مصر.
حتى الآن، يتم استخدام 59% من الطاقة الحرارية الأرضية الحالية في مصر لتدفئة حمامات السباحة/الدش، في حين يتم استخدام 22% و15% و4% على التوالي لتدفئة المناطق وتدفئة الدفيئات وأنظمة التبريد. وفي الوقت الحالي، لا تمتلك مصر محطات للطاقة الحرارية الأرضية. ولذلك ليس من المستغرب أن يكون اعتماد هذه التكنولوجيا بطيئًا جدًا في العالم.
ما هي أهم مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر وما رأيك بها؟ هل يكفي استغلال إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر؟
على حد علمنا، كان هناك العديد من مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية البارزة في مصر. ومن المشروعات الرئيسية استكشاف وتنمية موارد الطاقة الحرارية الأرضية في منطقة خليج السويس، وخاصة في منطقة حمام فرعون.
ويهدف هذا المشروع إلى استغلال إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في المنطقة لتوليد الطاقة وغيرها من التطبيقات. ويعد مشروع حمام فرعون، الواقع في الصحراء الشرقية، خطوة مهمة نحو تسخير الطاقة الحرارية الأرضية في مصر.
وقد حددت جهود الاستكشاف في هذه المنطقة وجود خزانات للطاقة الحرارية الأرضية ذات درجة حرارة عالية، مما يشير إلى إمكانات واعدة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية. ويتضمن المشروع حفر آبار عميقة وإجراء دراسات جدوى لتقييم الجدوى الاقتصادية واستدامة استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، شاركت مصر بنشاط في البحث والتعاون مع الشركاء الدوليين لاستكشاف موارد الطاقة الحرارية الأرضية ومواصلة تطويرها. على سبيل المثال، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية مبادرات لتقييم إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في مناطق مختلفة من البلاد وتعزيز تطوير الطاقة الحرارية الأرضية.
وعلى الرغم من أن هذه المشروعات تظهر تقدمًا في تسخير إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر، فمن المهم الإشارة إلى أن تطوير الطاقة الحرارية الأرضية لا يزال في بداياته.
هناك حاجة إلى مزيد من الاستكشاف والبحث والاستثمار لاستغلال إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر بشكل كامل. وتمثل المشاريع التي تم تحديدها الخطوات الأولى نحو فهم موارد الطاقة الحرارية الأرضية وجدوى استخدامها على نطاق تجاري.
ولتحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في مصر، سيكون من الضروري مواصلة الاستثمار في أنشطة الاستكشاف وتطوير تكنولوجيا توليد الطاقة الحرارية الأرضية والبنية التحتية. ويشمل ذلك إنشاء محطات للطاقة الحرارية الأرضية، وتنفيذ السياسات واللوائح الداعمة، وتطوير الخبرات والقدرات المحلية في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.
تجدر الإشارة إلى أن معرفتنا تعتمد على المعلومات المتاحة وربما كان هناك المزيد من التطورات في مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية في مصر منذ ذلك الحين.
هل هناك مشاريع لإنتاج الكهرباء تحديداً من الطاقة الحرارية الأرضية؟
بحسب…