هل تجوز الصلاة في المقابر؟ هل تجوز الصلاة في المقبرة عند الشيعة؟ أحيانًا يقع الناس في هذا الفعل ، وهنا عليهم أن يستنبطوا من السنة النبوية الشريفة ما ورد في القرار المذكور في شأن من فعل هذا الأمر ، هل هو إثم أم أنه عمل مباح لمن يفعله! وسنعرض على موقع القمة القرار بشأن ذلك بأدلة من القرآن والسنة النبوية.

هل يجوز الصلاة في المقابر

من العادات التي يرتكبها بعض الناس ، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة أنه لا يجوز الصلاة في القبور ، ولا يجوز للمسلم أن يصلي في القبور ، فهي من العادات المحرمة التي يلعن الله بها مرتكبيها.

وأوضح أحد المفتيين في رده على هذا الطلب أن الصلاة مع الركوع والسجود محرمة ولا تجوز ، وأكد ذلك الإمام ابن باز ، باستدلال حديث النبي الكريم:

“قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِهِ الذي لَمْ يَقُمْ منه: لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ قالَتْ: فَلَوْلَا ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غيرَ أنَّه خُشِيَ أنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. وفي رِوَايَةِ ابْنِ أبِي شيبَةَ: ولَوْلَا ذَاكَ لَمْ يَذْكُرْ: قالَتْ” [الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري].

كما ورد في حديث آخر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إِنَّي أبرأُ إلى اللهِ، أنْ يكونَ لي منكم خليلٌ، فإِنَّ اللهَ قدِ اتخذني خليلًا، كما اتخذَ إبراهيمَ خليلًا، ولو كنتُ متُخِذًا مِنْ أمتي خليلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا، ألَا وإِنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتخذونَ قُبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجِدَ، ألَا فلا تتخِذوا القبورَ مساجِدَ، إِنَّي أنهاكم عن ذلِكَ” [الراوي: جندب بن عبد الله، المحدث: الألباني].

فهذه الأحاديث النبوية الشريفة تدل على أن الرسول نهى عن الصلاة في القبور نهائياً ، فهي شرك ولا قدر الله ، وقد تبرأ من الذين يفعلون هذا أو يرتكبون ذنب أمته.

اقرأ أيضا: هل يجوز رش القبر بالماء؟

حالات الصلاة عند القبور

ذهب بعض العلماء إلى غير ذلك من الرفض التام للصلاة في القبور ، فقالوا إنه للإجابة على سؤال هل يجوز الصلاة في المقابر ، لا بد من بيان حالات الوساطة في المقابر ، وعدم رفضها جميعًا ، واستشهدوا أيضًا بأحاديث نبوية نبيلة ، ومن خلال ما يلي نوضح هذه الحالات:

أولًا: الصلاة لصاحب القبر

النوع الأول: الصلاة على صاحب القبر ، وهذا هو النوع الذي يرتبط فيه الشرك بالله سبحانه وتعالى ، ولا يجوز مطلقاً ، وبهذا ينحرف المسلم عن الدين ؛ لأنه يعبد غير الله تعالى ، وهو من أنواع الشرك.

ثانيًا: الصلاة لله في المقبرة

هناك أشكال عديدة تحت هذا النوع لابد من معرفتها إذا اتبعت هذا النوع من الصلاة ، وفي بعض الصور جائز وبعضها الآخر غير مسموح به ، ومن خلال ما يلي نوضح جميع الحالات:

1 صلاة الجنازة على القبر

وهي الصلاة التي تؤدى على قبر الميت ، وهي مباحة ، وهي لمن لا يستطيع الصلاة للميت في المسجد ، والصلاة له بعد دفنه.

والدليل على الجواز قول النبي صلى الله عليه وسلم:

أنَّ رَجُلًا أسْوَدَ أوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه، فَقالوا: مَاتَ، قالَ: أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي به دُلُّونِي علَى قَبْرِهِ – أوْ قالَ قَبْرِهَا – فأتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا” [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري].

إقرأ أيضاً: معرفة كيفية دفن الميت في القبر

2 صلاة الجنازة في المقبرة

هذا ما يحدث عندما يموت إنسان ولا يستطيع الصلاة عليه داخل المسجد ، ويأتي إلى المقبرة للصلاة عليه ، وهذا نوع من الأنواع المسموح بها.

واستنتجوا قول أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمةً على أهلِها وإنَّ اللهَ يُنوِّرُها بصلاتي عليهم” [المحدث: الصنعاني].

3 الصلاة في المقبرة ما دون الجنازة

في الإجابة على سؤال هل تجوز الصلاة في المقابر ، لا بد من ذكر الحالة التي تكون فيها الصلاة باطلة وغير صحيحة ، وهذا ما يجب ذكره سواء كانت نائبة أم واجبة.

واستشهدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

كل الارض مسجد ما عدا المقبرة والحمام. [الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: الترمذي].

وهذا ما جعل الصلاة في القبور طريقة لعبادة القبور ، مما جعلها أمراً سيئاً على المسلمين أن يبتعدوا عنها ، أو يفعلوا ما يجعل أعمالهم تبدو كذلك.

4 الصلاة إلى المقبرة

وهي صلاة محرمة تكون فيها قبلة المقبرة أمام المصلي ، وقد استنتج العلماء ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم:

“لا تَجْلِسُوا علَى القُبُورِ، ولا تُصَلُّوا إلَيْها” [الراوي: أبو مرثد الغنوي، المحدث: مسلم].

اقرأ أيضا: هل يسمح للمرأة بزيارة القبور؟

موقف الشفاعة في صلاة القبور

وهناك حالات يشفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم لمن يصلون في القبور ، وهي:

  • إذن من الله أن يتشفع لمن يشفع له.
  • أن يرضى الله بمن يشفع له.

وكذلك رداً على سؤال هل تجوز الصلاة في المقابر ، لا بد من ذكر أمر هام جداً ، وهو أنه لا إشكال في الصلاة إذا كان هناك حاجز كالجدار بين المصلي والقبور ، والله أعلم.