تنتشر ظاهرة اللامبالاة دائمًا بعد رمضان ، وهناك تساؤلات كثيرة حول سبب هذه الظاهرة بعد أن يقضي المسلمون شهر رمضان في العبادة ، ولذا سنناقش في هذا المقال أسباب ظاهرة اللامبالاة وكيفية التعامل معها لحمايتنا من الوقوع في العصيان أو ضعف قلوبنا وإضاعة أجر الشهر الكريم طوال ذروتنا.

ظاهرة الفتور في رمضان

غالبًا ما نلاحظ تغيرًا واضطرابًا في أوضاع المسلمين بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. بعد انشغالنا بالذكر والصيام والصلاة وتلاوة القرآن نجد من ترك كل هذا ، ونجد المساجد مكتظة بالمصلين الذين يشكون من الهجر والفراغ إلا بقدر ضئيل.

من الطبيعي أن يكون لدى الشخص العادي حالات قليلة من اللامبالاة العبادة ، لكن لا يجوز له مطلقًا أن يتحول إلى عكس ذلك ، وخلع ثوب العبودية والطاعة والإيمان ، والعودة إلى إهماله وارتكاب المعاصي مرة أخرى.

لذلك لا بد لهذه الظاهرة من استقطاع عن الدعاة لتصحيح هذا الخلل الذي لا يمكن أن يحدث في أمة نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

تقرأ أيضا: هل يفطر من أكل نسيانه خارج رمضان؟

أسباب حدوث ظاهرة الفتور بعد رمضان

تعود ظاهرة اللامبالاة بعد رمضان لأسباب عديدة يجب أن نعرفها ونفهمها حتى نحرص على عدم التراجع عنها ومواجهتها والتعامل معها ، ولعل أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة ما يلي:

1 رمضان ما بين العادة والعبادة

حيث يتغير رأي كثير من المسلمين ويتغير رمضان في عيونهم من شهر عبادة إلى شهر عادة لا أكثر ، قد يرى البعض أن شهر رمضان هو شهر نمارس فيه عادات معينة يجب على الناس ألا يخالفوها في أدائهم ، كالصيام وصلاة التراويح.

وكثيرًا ما يتواجد بعض الناس صائمين في شهر رمضان بدون صلاة ، كما يصوم التراويح دون تأدية واجبات يومه ، وتؤكد مثل هذه الأفعال أن هؤلاء الناس لا يعبدون في رمضان إلا بمنطق العادة وليس لقصد العبادة.

وهكذا فإن التغيير المنشود لم يحدث ، ولم يغيروا شيئًا في أنفسهم ، وبمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك ، سيعود الجميع قريبًا إلى ما كان عليه.

2 النفس أمارة بالسوء

إتباع النفس والهوى من أهم أسباب ظاهرة اللامبالاة بعد رمضان.

لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يطيع رغباته ، ولا يتبع شهواته لإرضاء الله ، والتي ورد ذكرها في كلمته العلي:

{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41].

3 تصفيد الشياطين في شهر رمضان

وهناك سبب لشعور المسلم ، حتى لو خالف الإيمان ، في شهر رمضان ، وهذا السبب يعود إلى تسلسل الشياطين في شهر رمضان ، وإغلاق أبواب النار ، وفتح أبواب الجنة ، فنجد تدفق النفوس لطاعة الله تعالى.

حيث أن هذا الجو يساعد العبد على التقرب من ربه ، والابتعاد عن الذنوب والسيئات ، ولكن عندما ينتهي شهر رمضان الكريم في هذا الجو الروحي ، يعود إلى عصيانه وشهواته مرة أخرى.

4 النفوس الضعيفة

فالملل واللامبالاة تتسرب دائمًا بعد الحماس والنشاط في النفوس الضعيفة ، لذلك نلاحظ انخفاضًا في عدد المصلين في صلاة التراويح من بداية شهر رمضان حتى نهايته.

5 طول الأمل والغفلة

إن طول العلاقة دائمًا يجعل صاحبها مهملاً ، ويثقل على صاحبها الحسنات ، فيطالب نفسه دائمًا بأن فرص الدنيا ستضيعه ، وفرص الآخرة لن تضيع.

كما أن طول الرجاء يولد التسويف ، وقساوة القلب ، وغفلة النفس ، وغموض الدين ، كذلك حتى يموت قلبه ، ويأخذه الموت بلا مبالاة ، وتثبت كلمة الله تعالى:

{دعهم يأكلون ويمرحوا وألهمهم بالأمل ، فعندئذ سيعرفون}} [الحجر: 3].

إقرأ أيضاً: صلاة الوتر بعد التراويح في رمضان

كيفية علاج ظاهرة الفتور بعد رمضان

هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لحماية أنفسنا من حالة اللامبالاة بعد رمضان ، وأهمها:

  • العمل على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:احذر من التطرف في الدين ، فمن سبقك هلكه التطرف في الدين. [مجموع فتاوي ابن الباز].
  • أتمنى أن يسأل المسلم الله دائما التوفيق في الطاعة ، وهذا ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إذا أرادَ اللَّهُ بعبدٍ خيرًا استعملَهُ. فقيلَ: كيفَ يستعملُهُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: يوفِّقُهُ لعملٍ صالحٍ قبلَ الموتِ” [سنن الترمذي].
  • لا تشددوا على العبادة والاعتدال والتدرج ، وابدأوا بالأسهل ثم السهل ، وهذا ما يخرج من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا واستعينُوا بالغَدوةِ والروحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ[صحيح النسائي].
  • فلندع كثيرا حتى يثبنا الله على الطاعة ويبعدنا عن الضعف والكسل ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكسر من ذكر. “اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم ومن العجز والكسل “. [صحيح البخاري].
  • وتذكر فضل هذا الشهر والثواب والأجر الذي يناله إذا أحسن عبادته ، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام رمضان إيمانا واستباقا لأجر تغفر ذنوبه الماضية ، ومن صلى في ليلة القدر إيمانا وتحسبا للأجر تغفر ذنوبه الماضية.” [صحيح البخاري].
  • أن يرغب المؤمن في تنويع العبادات كالصلاة والصيام والزكاة وتلاوة القرآن حتى يتجدد نشاطه ولا يتسلل إليه الشعور بالفتور بعد رمضان.
دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضانصلاة التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجرصلاة في رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضانصلاة الفطور
دعاء ليلة القدريا إلهي نصل إلى رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

يعلم كل مؤمن أن الإيمان والعمل الصالح هما أساس السعادة في الحياة ، وتذكر دائمًا أن أعز أعمال الله هي استمراريتها.