هل يجوز الشفقة على المنتحر هو سؤال تردد صدى كثيرا ، خاصة في الآونة الأخيرة ، لأن جميع أنحاء العالم تشهد انتحارا كل لحظة واحدة تلو الأخرى ، لذا أصبح التساؤل عما إذا كانوا لا يزالون في الدين أم تركوه ونحو ذلك الشغل الشاغل ، وهذا ما سنوضحه في موقع القمة.

هل يجوز الترحم علي المنتحر

في ظل الظروف الصعبة على جميع الأصعدة ، ومع تراجع الإيمان الديني وزعزعة الاستقرار النفسي ، باتت الخطوة الأولى أن ذلك ليس بعيدًا عن اللحظة ، بل هو حصاد فترات طويلة من الألم الذي يقضم روح صاحبها ولا يجد شيئًا يحاربه ، أو ربما لا يحاول بالطريقة الصحيحة.

والنتيجة هي حكم على نفسه بالرحيل ، وإعلان استسلامه ، وهذا السؤال يتناول عدة جوانب ، ونحن متخصصون في الجانب القانوني ، ومن أهمها ما إذا كان يجوز الشفقة على المنتحر ، وقد أذن الفقهاء بهذا السؤال.

فأما من انتحر فقد وقع في كبائر الذنوب وألحق الأذى بنفسه كثيرا ، إلا أنه لا يزال يعامل كمسلمين من حيث الاغتسال واللف والصلاة لهم ثم دفنهم في قبورهم.

وفي إطار ما سبق ، يجوز الرحمة على المنتحر ؛ لأن مرحلة الدعاء عليه هي في الأساس صلاة عليه استغفار واستغفار ، والحزم عند الطلب ، وتوسيع مدخله ، حتى لا يحرم طلب الرحمة عليه.

اقرأ أيضا: هل يجوز الشفقة على ابن عثيمين غير المسلم؟

حكم الانتحار في الإسلام

بعد معرفة هل يجوز الشفقة على المنتحر ، أنها صحيحة ، لا تعتبر تشجيعًا ودعمًا لمن يفكر في السؤال وينخرط فيه ، لأن المعضلة ليست شفقة أو لا ، بل ما سيواجهه المنتحر بفعلته – وهو بإذن الله وحده إن شاء أن يعاقبه.

ومع ذلك ، وبحسب ما ورد في شريعة الله وكتابه ، تتلى آياته إلى يوم الدين ، في تحريم قتل النفس بشكل عام ، ومن هذه اللآلئ القرآنية نذكر ما يلي:

{ولا تقتلوا أنفسكم لأن الله يرحمكم. وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29 – 30]

حيث يتبين لنا من هذه الآيات أن الله كلي العلم في القلوب ، وأنه على علم بما يعانيه عبيده ، ولذلك ذكّرهم بصفة الرحمة ، وفي هذا دلالة على أنه سيضمهم لا محالة مهما كان العالم متضايقًا.

لذلك أصر الإنسان على هذه الخطوة وهو يعلم أنها ممنوعة ، وأخذها عمداً ، فأجره نار – ما لم يقرر الله غير ذلك كما يشاء -.

كما أن السنة النبوية الشريفة لم تغفل ذكر تحريم الانتحار ، من خلال حديث استخدم فيه أقسى الألفاظ تعبيراً عن مدى الجريمة وقبح هذه الخطوة ، وذلك على النحو التالي:

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قتل نفسه بالحديد تكون مكواه بيده ، ويستعملها في بطنه في نار جهنم ليسكنها إلى الأبد.

ومَن شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهو يَتَحَسَّاهُ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا، ومَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهو يَتَرَدَّى في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا” [رواه مسلم].

في هذا الحديث شرح لمصير المنتحر يوم القيامة أن الأداة أو الوسيلة التي كان يقضيها في حياته ، والتي لم يقرها الله له ، ستكون وسيلة عذابه في ذلك اليوم.

ما الذي يجب فعله عند الشعور برغبة الانتحار

في سياق الحديث عن الانتحار والعقاب الناتج عنه ، والذي تكمن الصعوبة في كونه يحدث في الآخرة ، فلا توجد إمكانية للتوبة.

نسلط الضوء على بعض الإجراءات التي يتم من خلالها التعامل مع الرغبة في الانتحار برفق وحذر حتى لا تنزلق أقدامنا إلى الهاوية ، على النحو التالي:

  • لا تيأسوا من رحمة الله مهما عظمت المشكلة أو البلاء ، فالله أكبر ، وله سبحانه ، كما قصده نشوء البلاء ، فقد قصد إسعافها وفضحها.
  • من يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدائد ، وهذا يعني عدم ترك ما يسمى الأوقات “العادية” دون استغلالها لمعرفة الله والاقتراب منه ومعرفة كيفية التعامل مع أوقات النكبات.
  • احسب بركات الله التي لا تُحصى ، لأن هذا هو أول عمل للشيطان {ولن تجد معظمهم ممتنين} [الأعراف: 17]والذي إذا نجح سيكون بداية الهروب إلى ما لا يرضي الله ، مثل الانتحار ، لأن الحقد يسكن القلب.
  • حاول العثور على أسباب المشكلة ، وابحث عن حل ممكن ، وتحكم في نفسك واكتفي بما لا يمكنك فعله.
  • لا تعتبر استشارة الطبيب النفسي حرمة أو عيبًا أو إهانة.
  • إن قراءة سير الصحابة والأنبياء ومعرفة مدى معاناتهم لا تقلل من قلقك ، بل للدعم وتعلم كيفية مواجهة الصعوبات.
  • التحدث مع الله باستمرار ، واليقين بأنه قريب ، ويسمع ويستجيب ، وأنه حتى لو تركك العالم كله ، فلن يتركك هو سبحانه. {وهو معك أينما كنت ، ويرى الله كل ما تفعله.} [الحديد: 4].

اقرأ أيضاً: حكم عزاء الكافر والشفقة عليه ودعوته شهيداً

طرق التواصل مع دار الإفتاء المصرية

وغني عن ذلك القول ، وفي حالة النقاش في أمر يتطلب فتوى شرعية ، يجب الرجوع إلى أول جهة رسمية متخصصة في إصدارها وهي دار الإفتاء المصرية.

حيث توفر دار الافتاء إمكانية التواصل مع الجمهور للرد على جميع طلباتهم بإحدى الطرق التالية:

الموقع الإلكترونيمن هنا
الفيسبوكمن هنا
تويترمن هنا
موقع YouTubeمن هنا
رقم الهاتف0225970400
بريد إلكتروني[email protected]

النفس غالية عند الله ، وقد شرع لها أشد الأحكام الشرعية التي لا تسمح حتى بإيذاءها بكلمة ، فماذا لو أهمل الإنسان قيمتها وهو الذي يؤذيه بالانتحار؟